عنوان خاطري: واقعي المبتور
العالم الذي صنعته بعقلي المتوحد، شاهدته و هو يتمزق من قِبله، فرأيت نفسي أمامي، كانت تبكي و تتوسل إلي لأنقد عالمي، لا بل عالمنا من غزوه مع فيلقه من المسوخ، فهربنا إلى المحاربين المُرهقين، لقد كانوا مكسورين و ملطخين بالخطايا و الأعباء و ليس لديهم المقدرة لحماية عالمنا منه. نظرت إليه بينما كان يمشي نحوي مع بضع من شياطينه المُفسدين، فقد قاموا بتفرقتنا و رأيتها تُقاوم بيأس بينما كان الضباب يحتضنُها و أختفت عن ناظري، و مع فرقعة من أصابعه و إيماءة، تحول عالمي إلى رماد ووجدت نفسي في عالمٍ أخر، فارغ و مجوف، بينما كنت أُحدق حولي بفضول، كان قد أتى إلي و أحكم قبضته على يدي و في حينها شعرت بأن عقليتي بدأت بالتمزق و سُحقت و راقبت القطع و هي تقحم نفسها عبر جسدي لتصل إلى نفسي ولكن عندما بدأت بالبكاء، شعرت بأن صوتها ينتزع واقعي و عندما لمستُ عياني، كنت أبكي بصمت و أستطعت بأن أشعر بصراخي محبوس داخل دموعي الاجئة و العالم الذي أحرقه بداخل عروقي ليعبروا من خلالهم و يصلوا إلى عقلي الأبكم و قطعوا حبل أفكاري ، فرأيته أمامي مباشرةً بضحكته المريبة التي دمرتني أكثر و لم أستطع التحدث، فمي كان مخيطاً، مستخدماً أفكاري المتدلية و الصرخة تحاول ان تنزلق من بين شفتي ولكنها لم تستطع و بلعتها عندما تلاقت عيناي بأعينه, عيوني العاطفية كانت تبحث عن الواقع في عيناه لأهرب من هذه الهاوية، مرت بضع دقايق صامتة بيننا، كل شخصٍ منا يبحث عن شيء يخصه في عيني الأخر ألا أن بدأ بخياطة جميع الاكاذيب و المخيلات بداخلي لتقتلني مرة و تُعيدها و تقتلني مرتين و ثلاث حتى يتوقف، ولكنني لم أمت، كنت محاصرة في الركن من عينيه الشيطانية، في حينها لم أكترث فالألم يزداد بشكل سيء مما جعلني أصرخ و كأنها النهاية و حاولت أن أفتح فمي و أمزقه لأصرخ لكن الخيوط كانت قوية و بعد بضع دقايق، تفاجئت بأنه قد أتى و جلس أمامي، يشاهدني بدقة مع ابتسامته المشكوكة فيها*
ممكن تتكرموا و اسمع رأيكم بكتاباتي؟😇
|